أوكرانيا: ماذا ينتظر فاعلو الصراع من مفاوضات السلام؟
أوكرانيا: ما الذي يتطلع إليه أطراف الصراع من مفاوضات السلام؟
تشهد أوكرانيا منذ عام 2014 نزاعًا مسلحًا مستمرًا، بدأت ملامحه تتشكل مع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها للمتمردين في شرق البلاد. وعلى الرغم من العديد من الجهود الدبلوماسية، بما في ذلك اتفاقيات مينسك، إلا أن الوضع لم يتحسن بشكل كبير. ومع اندلاع النزاع مجددًا في 2022، أصبح من الضروري التفكير في مستقبل مفاوضات السلام واحتياجات الأطراف المعنية.
الأهداف المتباينة للأطراف
هناك عدة أطراف رئيسية في النزاع: الحكومة الأوكرانية، المتمردون المدعومون من روسيا، وروسيا نفسها. لكل طرف أهدافه الخاصة التي يسعى لتحقيقها من خلال المفاوضات.
-
الحكومة الأوكرانية: تتطلع كييف إلى استعادة السيطرة على جميع أراضيها، بما في ذلك القرم ودونباس. تسعى الحكومة أيضًا إلى تحقيق اعتراف دولي بوحدتها وسلامة أراضيها، وتستهدف تعزيز علاقاتها مع الحلفاء الغربيين لتحقيق دعم أمني واقتصادي أكبر.
-
المتمردون المدعومون من روسيا: يهدف هؤلاء إلى الحصول على حكم ذاتي موسع أو حتى الانضمام إلى روسيا. يسعون إلى الاعتراف بحقوقهم الثقافية والسياسية، كما أنهم يرغبون في الدعم العسكري والسياسي من موسكو للحفاظ على كيانهم.
- روسيا: ترغب روسيا في تأكيد نفوذها في المنطقة، وضمان وجود حكومات موالية لها في الجوار. تسعى إلى تحقيق استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تقويض النفوذ الغربي، وخاصة في أوروبا الشرقية. كما تسعى إلى تخفيف العقوبات المفروضة عليها من قبل الدول الغربية.
التعقيدات في مسار المفاوضات
تتسم مفاوضات السلام في أوكرانيا بالتعقيد، وذلك بسبب عدة عوامل:
-
انعدام الثقة: هناك مستوى عالٍ من انعدام الثقة بين الأطراف. فكل طرف يشكك في نوايا الآخر، مما يجعل من الصعب الوصول إلى اتفاقية ملزمة.
-
الدعم الدولي: يعتبر الدعم الدولي أحد العوامل الحاسمة. الدول الغربية تدعم أوكرانيا، بينما تقدم روسيا الدعم للمتمردين، مما يزيد من تعقيد المفاوضات.
- التغيرات في الأوضاع العسكرية والسياسية: يمكن أن تؤثر التطورات الميدانية على مسار المفاوضات. فكلما حقق أحد الأطراف انتصارات عسكرية، قد يؤدي ذلك إلى تغيير مواقفه التفاوضية.
الحاجة إلى وساطة فعالة
كون النزاع طويل الأمد ومعقدًا، فإنه يتطلب وساطة فعالة من قبل جهات دولية محايدة مثل الأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. يجب أن تشمل الوساطة كل الأطراف المعنية، بما في ذلك المجتمع المدني، لضمان تمثيل كافٍ للقضايا المحلية.
الخاتمة
مفاوضات السلام في أوكرانيا تمثل أملًا لخروج البلاد من دائرة العنف، لكن الوصول إلى اتفاق دائم يتطلب توازنًا دقيقًا بين المصالح المتعارضة. إذ يجب على الأطراف المعنية أن تجد أرضية مشتركة وأن تكون مستعدة للتنازلات من أجل تحقيق سلام حقيقي ومستدام. تنظر أوكرانيا إلى المستقبل بعين الأمل، حيث تظل مفاوضات السلام أمرًا حيويًا لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.